شباب من المنطقة العربية يتصورون تداعيات كوفيد-19 على حياتهم

08 يناير/كانون الثاني 2021
  • شباب من المنطقة العربية يتصورون تداعيات كوفيد-19 على حياتهم

لقد وصلنا إلى ختام النّسخة الرابعة من مخيّم البيانات Visualize 2030. على غرار كل عام، دعت البوابة العربيّة للتنمية (ADP) الشباب في المنطقة العربية للمشاركة في تجربة تعليميّة مميزة  بهدف الخروج بمنتجات بصريّة قصصيّة تعتمد على البيانات في إطار أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.

 

تمكنت البوابة العربية للتنمية هذا العام من تقريب المسافات والتغلّب على التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 عبر إستضافة مخيّم Visualize 2030 السنوي إفتراضيًّا بالتعاون مع عدة منظمات ومؤسسات الدوليّة وإإقليميّة مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومنظمة الصحة العالميّة (WHO)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، وشبكة إعلاميّون من أجل صحافة إستقصائيّة عربيّة (أريج).

 

 جمع مخيّم Visualize 2030  بنستخته الرّابعة مئة مشترك ومشتركة من 13 دولة عربية[1] في مساحة افتراضيّة موحّدة ليتناولوا تداعيات تفشي كوفيد-19 على حياتهم كشباب من المنطقة العربيّة. على مدار خمسة أسابيع، عمل المشتركون/ات  تحت إشراف 28 مدربًا و12 محاضرًا بهدف تعزيز مهاراتهموتوجيههم على تصوّر البيانات وتمثيلها وتحويلها إلى سرد قصصي بهدف الخروج بمنتجات سمعيّة – بصريـّة.  

 

إلّا أنّ هذا الترتيب الإفتراضي لم يكن مُستثنى من العوائق التقنيّة. فقد أضرّت الفجوة الإلكترونيّة بتجربة العديد من المشتركين/ات الذين أفادوا أنّ إنقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وضعف شبكة الإنترنت، وتكلفته العالية أثرت على قدرتهم على المشاركة في بعض الجلسات التدريبية الإفتراضية. على الرغم من هذه العوائق، كان المشتركون/ات متحمسون/ات جدًا لتنمية مهاراتهم في التعامل مع البيانات من أجل المساهمة في إثراء المحتوى الرقمي في العالم العربي. قام المشتركون/ات بتشكيل 35 فريقاً، وتناولواتداعيات  تفشي جائحة كوفيد-19 على مختلف جوانب حياتهم، من بينها العمل والتعليم والصحة والإقتصاد والبيئة والعنف المنزلي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والأمن الغذائي والنزوح.

 

2030Visualize  بالنسخة الإفتراضيّة: تصوّر، تنفيذ، نشر

 

انطلق المخيّم التدريبي في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر، مقسماً إلى عدة مراحل، بدأتبمرحلة تصوّر البيانات والتي استمرت على مدى ثلاثة أسابيع. خُصّص الأسبوع الأول لإعداد البيانات، حيث تلقى المشتركون/ات تدريبًا مكثّفًا حول مصادر البيانات وجمعها وتحليلها. في نهاية هذا الأسبوع، استخلص المشتركون/ات مجموعة بيانات نهائية. في الأسبوع الثاني، تمكن المشتركون/ات من تحويل أفكارهم إلى سرد قصصي مدعّم بالبيانات. خلال الأسبوع التالي، كان التدريب موجهًا نحو تمرين المشتركين/ات على تقنيّات وأدوات تصوّر البيانات حيث حوّلوا مجموعات البيانات التي اختاروها إلى تمثيلات بصريّة جذّابة ليتم تضمينها في منتجاتهم النهائيّة. في الأسبوع الرابع، عملت الفرق المشاركة على تنفيذ مشاريع مبتكرة عالية الجودة تعتمد على البيانات وسلّمت أعمالها النهائيّة. ختاماً، قامت جميع الفرق بنشر منتجاتها  النهائيّة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي في الأسبوع الخامس والأخير.

 

الفرق الفائزة في مخيّم Visualize 2030  لعام 2020

 

خلال المخيم، تم تدريب المشتركين/ات على سرد قصص ذات مغزى مستخلصة من البيانات ، وقد نجحوا بالخروج بمواد  بصرية تحاكي واقع بلدانهم. بشكل إستثنائي هذا العام، وتقديرا للأعمال المتميّزة، شملت التصفيات  فائزا رابعا.

 

ذهبت الجائزة الأولى إلى فريق Qatrah. أنتج الفريق اليمني المؤلف من عبدالله الثلايا (24 عاماً)، بسّام الثلايا (21 عاماً) وماجد محمد (21 عاماً) فيديو قصير يتناول غياب الأمن المائي ومحدوديّة الوصول إلى مياه نظيفة في اليمن. روى الفريق قصة ماجد، رجل يمني يعيش في قرية بعيدة عن العاصمة صنعاء. ماجد يمشي مسافات طويلة يوميًّا من أجل تأمين المياه لعائلته وقد تفاقم هذا الوضع عندما تراجع توزيع المياه تحت وطأة جائحة كوفيد-19. عبدالله أثنى على مخيم Visualize  2030 وقال أنّها "مبادرة تتيح مساحة لصانعي المحتوى والشباب في المنطقة العربيّة لطرح قضايا التنمية التي تعني لهم ".

 

حصل على الجائزة الثانية فريق Timeline. روى حسام مخلافي (27 عامًا) وخديجة الأمقي (عاماً 28) قصّتهما كزوجين يمنيّين لاجئين تحت أسماء الشخصيّات "سارة" و "سامي". ترك سامي وسارة وطنهما هرباً من النزاع وبحثًا عن فرص أفضل، لكن سرعان ما تعطّلت خططهما بسبب انتشار جائحة كوفيد-19. تناول الفريق الأثر الاقتصادي لإنتشار كوفيد-19 في منتجهم السمعي - البصري، لا سيّما على معدلات البطالة والفقر، وأثاروا قضيّة أثر النزاع في اليمن على اللجوء. إنطلاقاً من صراع شخصي، ختم حسام وخديجة عملهما بالتمني بأنّ يتعافـى الوضع الصّحي العالمي وبأنّ يتعزّز التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

أما المرتبة الثالثة، فذهبت إلى فريقGleam . روى الفريق المؤلف من نبيه داموري (27 عاما)، كريم الأمين (25 عامًا) ، ومحمد علم الدين (25 عامًا) تجارب الشباب اللبناني الذيعاش الأزمة الإقتصادية وتفاقمها تحت وطأة جائحة كوفيد-19. عمل الفريق على فيديو قصير يتناول تأثير جائحة كوفيد-19 على الإقتصاد اللبناني، لاسيّما على قطاع السياحة ومعدلات الفقر والبطالة والتضخّم.

 

ذهبت الجائزة الرابعة لفريق United. سردت حنوف نواف (25)، بشرى العيدروس(24) ، ورنا الثقافي (27 سنة) قصة سارة، شابة سعودية تأثرت حياتهاإثر إنتشار جائحة كوفيد-19. كرّس الفريق منتجه السمعي - البصري لمحاربة وصمة العار المرتبطة بالإضطرابات النفسية من خلال التطرّق للإكتئاب عند الشباب السعودي في ظل جائحة كوفيد -19 وفقاً للمسح الوطني السعودي للصحّة النفسيّة الصادرعن 2019.

 

الحفل الختامي

 

في الحفل الختامي، كانت هناك كلمات مقتضبة للمنظمين والشركاء والمدربين والمشتركين، أشادت بالدور المهم الذي يلعبه الشباب في المنطقة العربية للنهوض بمجتمعاتهم وإحداث تغيير. استهلّت الحفل سارة بوول، النائب المساعد للمدير ونائب مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث أشادت بمخيّم Visualize 2030  كمثال ملموس على جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز الثقافة القائمة على البيانات . وهنأت كذلك المشتركين/ات على تفانيهم/نّ المستمر في تطوير مهاراتهم/نّ في التعامل مع البيانات لإعطاء صوت لمن ليس لديهم إمكانيّة الوصول إلى المنصات الرقميّة.

 

تابعت فرح شقير، مديرة مشروع البوابة العربيّة للتنمية، بكلمات إمتنان للمشتركين/ات على جهودهم/نّ في تقريب المسافات والتغلّب على العوائق التقنيّة المرافقة للفجوة الإلكترونيّة.

 

كما عبّر الشركاء من برنامج الأغذية العالمي، واليونسكو، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وشبكة أريج ممثلين بماريا تفيستكوفا، وجانا البابا، وروث مابري، وعبد المنعم محمد، وروان ضامن عن نفس مشاعر الإمتنان وأكّدوا على أهمية إشراك الشباب في النقاش الدائر حول قضايا التنمية للمضيّ قدمًا في جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة.

 

ثمّ شاركت هيا حسونة كلمة نيابةً عن المدربين/ات الذين رافقوا المشاركين/ات خلال المخيّم التدريبي الذي استمرعلى مدّة خمسة أسابيع وأشادت بإلتزامهم وبمنتجاتهم البصريّة - السمعيّة الممتازة.

 

تبع ذلك كلمة نيابةً عن المشتركين/ات ألقتها يُسر قزويني وأعربت فيها عن إمتنانها لـ Visualize 2030 كفرصة للشباب للمشاركة في الحوار الدائر حول أهداف التنمية المستدامة وكذلك لتعزيز شعورهم بالمسؤولية تجاه إحداث التغيير.

 

أخيرًا، قامت ليال وهبي، منسقة مشروع البوابة العربيّة للتنمية، بجولة إفتراضيّة حول المخيّم ومراحله المختلفة، وعرضت تحليلات نشر التمثيلات البصريّة للمشاركين/ات، وأعلنت عن الفائزين في مخيّم Visualize2030  بنسخته الرابعة.

 

ختاماً، ألقت الفرق الفائزة بضع كلمات حول إنطباعاتهم عن مخيّم البيانات الإفتراضي.

 

[1] الجزائر، مصر، العراق، الأردن، لبنان، المغرب، عمان، فلسطين، السعودية، السودان، سوريا، تونس، واليمن

الأكثر قراءة