التعليم

سجّلت المنطقةُ العربية، منذ بداية الألفية، مكاسب ملحوظةً في مجال التحصيل العلمي وتعزيز الوصول إلى التعليم المنتظم بشكلٍ منصف، كما ازدادت معدّلات الالتحاق بالتعليم والإلمام بالقراءة والكتابة، وحققت تقدمًا ملحوظًا في مؤشرات التكافؤ بين الجنسين في مراحل التعليم الأساسي والثانوي والعالي سواء. لكن، وفي ظل التقلبات السياسية والأزمات الإنسانية التي تعاني منها المنقطة منذ عام 2011، بات الوصول إلى التعليم متعثرًا أمام أولاد كثر، كما أثرت نوعية التعليم بشكل سلبي على العديد من الشباب.

 

بين عامي 2000 و2019، ارتفع معدّل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى البالغين في المنطقة العربية من 65.29 في المئة إلى 75.14 في المئة، ولدى الشباب من 86.16  في المئة إلى 86.48 في المئة.[1][2] وعلى الرغم من هذا التقدّم، لا تزال هذه المعدلات أدنى من مثيلاتها عالميًا والتي تبلغ 86.48 في المئة و91.73 في المئة، على التوالي. هذا وقد ركزت أجندة التنمية المستدامة على ضرورة محو أمية الشباب في صلب الهدف الرابع من أهدافها الـ17، وتحديدًا في المقصد 4.6 والذي يرتكز على ضمان "أن يلم جميع الشباب ونسبة كبيرة من البالغين، رجالاً ونساء على حد سواء، بالقراءة والكتابة والحساب" بحلول عام 2030.

 

على صعيد الالتحاق بالتعليم في المنطقة، فقد شهدت المعدّلات الإجمالية للالتحاق بالمدارس زيادةً مطّردة بين العامين 2000 و2019. بدءًا بمرحلة التعليم ما قبل الابتدائي، ارتفعت معدلات الالتحاق الاجمالية في مرحلة الطفولة المبكرة من 14.75 في المئة في عام 2000 الى 22.79  في المئة في عام 2019.[2][1]

 

على صعيد المرحلة الابتدائية، سجل معدل الالتحاق الإجمالي بالتعليم الابتدائي الـ99.54 في المئة في عام 2019، مرتفعًا 9.2 نقاط مئوية عن العام 2000. وفي السياق ذاته، ارتفع معدل الالتحاق الإجمالي بالتعليم الثانوي إلى 75.97 في المئة في عام 2019، مرتفعًا من 61.64 في المئة في عام 2000، ومتجوازا المتوسط العالمي البالغ 75.97 في المئة. في عام 2019، بلغ معدل الالتحاق الإجمالي في التعليم العالي ما يقارب 33.37 في المئة، صعودًا من 18.64 في المئة في عام 2000. إلا أن معدل الالتحاق بالتعليم العالي في المنطقة العربية لا يزال أقل من المتوسط العالمي البالغ 38.85 في المئة، وهو أيضًا أقل بكثير من المعدلات في أوروبا الوسطى والشرقية وأميركا الشمالية وأوروبا الغربية، حيث بلغت معدلات الالتحاق بالتعليم العالي ما يوازي 85.26 و79.57 في المئة على التوالي. وقد سجّلت أعلى معدلات الالتحاق بالتعليم العالي في السعودية (70.0 في المئة) في عام 2019.[1][2]

 

وفي السياق ذاته، ارتادت مزيدًا من الفتيات المدارس في عام 2019، مع وصول مؤشر التكافؤ بين الجنسين إلى 1.00 في التعليم ما قبل الابتدائي، 0.95 في التعلم الثانوي و1.11 في التعليم العالي.[2][1] وهنا، لا بد من الإشارة بأن إنجازات هامة نحو المساواة بين الجنسين في التحصيل العلمي قد تحققت على صعيد المنطقة، إذ وبحسب التقرير العالمي حول الفجوة بين الجنسين، فإن 15 بلداً عربيًا سجل علامة في التحصيل العلمي تفوق 0.81 (باستثناء اليمن الذي سجل 0.717) في عام 2020، أي مقتربًا من علامة المساواة الكاملة وهي الواحد وهو أحد الأبعاد الأربعة التي يتكون منها مؤشر الفجوة بين الجنسين .[3][4]

 

هذا، ويُخفي التقدّم الإجمالي الذي شهده قطاع التعليم على مدى السنوات الأخيرة تفاوتات صارخة بين البلدان العربية. إذ خلّفت النزاعات المسلّحة المطوّلة والاضطرابات السياسية في عدد من بلدان المنطقة تأثيرًا فادحًا على قطاع التعليم. في الواقع، تواجهُ المنطقة العربية اليوم، والتي كانت قبل سنوات قليلة على وشك تحقيق هدف الوصول الى التعليم الشامل للجميع، وضعًا صعبًا على صعيد التعليم، في ظل وجود أكثر من 16.2 مليون طفل ومراهق وشاب في سن التعليم الابتدائي والثانوي خارج المدارس في عام 2019.[2][1] في اليمن على وجه الخصوص، ترك الصراع أكثر من مليوني طفل، من أصل 7 ملايين، خارج المدارس وباتت مدرسة من أصل خمسة مدارس متوفقة عن العمل، وذلك بحسب آخر الإحصاءات المنشورة.[5] كذلك في سوريا، حيث لا يزال أكثر من مليوني طفل خارج المدارس و1.3 مليون طفل معرضًا لخطر التسرب المدرسي.[6]

 

غير ان بسبب COVID-19 وإغلاق المدارس، تأثر 100 مليون متعلم الآن.[7] اختارت العديد من الدول العربية إيجاد حلول بديلة لملء الفراغ من خلال تقديم التعلم عن بعد للطلاب، والذي يتراوح من بدائل تكنولوجيا ذو تقنية عالية مثل الدورات عبر الإنترنت إلى خيارات التكنولوجيا الأقل مثل البرمجة التعليمية في الإذاعة والتلفزيون. نسبة الأسر التي لديها حاسوب في المنطقة العربية أقل من 50 في المئة في 9 دول وهو عقبة تواجه التعلم عن بعد، وأكثر من 50 في المئة في 11 دولة.[8]

 

 

تمّ تحديث هذه اللمحة العامة من قبل فريق عمل البوابة العربية للتنمية استنادًا إلى أحدث البيانات المتاحة في تشرين الثاني 2020.
 


المصادر:
[1] منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). 2020معهد اليونسكو للإحصاء. [أونلاين] متوفر على: http://data.uis.unesco.org/ [تم الدخول في 06 تشرين الثاني 2020].
[2] لا يشمل المتوسط الإقليمي للدول العربية كل من جزر القمر.
[3] المنتدى الاقتصادي العالمي. 2020التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين. [أونلاين] متوفر على: http://www3.weforum.org/docs/WEF_GGGR_2018.pdf [تم الدخول في 06 تشرين الثاني 2020].
[4] تمت تغطية 16 بلدًا عربيًا وهي: الجزائر، البحرين، مصر، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، موريتانيا، المغرب، عُمان، قطر، السعودية، سوريا، تونس، الإمارات العربية المتحدة واليمن.
[5] منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). 10 آذار/مارس 2019. لإبقاء الأطفال في التعليم، تقدم اليونيسف حوافزًا للعاملين في المدارس في اليمن. [أونلاين] متوفر على: https://www.unicef.org/press-releases/keep-children-education-unicef-starts-incentives-school-based-staff-yemen [تم الدخول في 06 تشرين الثاني 2020].
[6] اليونيسيف. آذار/مارس 2019. حقائق سريعة عن الأزمة السورية. [أونلاين] متوفر على: https://www.unicef.org/mena/reports/syria-crisis-fast-facts [تم الدخول في 06 تشرين الثاني 2020].
[7] منظمة الأمم المتحدة  للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). 2020. 22 ايار|مايو. اليونسكو تنظم ندوة اقليمية عبر الانترنت مع رؤساء الجامعات للبحث في تاثير ازمة كورونا على قطاع التعليم العالي. https://ar.unesco.org/news/lywnskw-tnzwm-ndw-qlymy-br-lntrnt-m-rws-ljmt-llbhth-fy-tthyr-zm-kwrwn-qt-ltlym-lly [تم الدخول في 06 تشرين الثاني 2020].
[8] الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU). 2019. [أونلاين] متوفر على: https://www.itu.int/en/ITU-T/publications/Pages/dbase.aspx [تم الدخول في 06 تشرين الثاني 2020].



اللمحة الإحصائية 2018، التعليم
عرض الكل

أبرز البيانات

  • تحقق التكافؤ بين الجنسين على المستوى الإقليمي في مرحلتي التعليم ما قبل الابتدائي والجامعي، وبلغ مؤشر التكافؤ بين الجنسين في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي 0.9 وذلك في عام 2014.​

عرض الكل

المصادر