الفقر

شهد مؤشر التنمية البشرية،[1] الذي يجمع بين ثلاثة أبعاد للتنمية البشرية هي الصحة والتعليم والمستوى المعيشي، تحسنًا على صعيد المنطقة العربية، حيث ارتفع هذا المؤشر من 0.618 في عام 2000 إلى 0.708 في عام 2021. في الواقع، يُخفي هذا التحسّن الإجمالي اختلافات إقليمية كبيرة، ففي حين وصل مؤشر التنمية البشرية إلى 0.911 في الإمارات العربية المتحدة، سجّل مستوى متدني في الصومال عند 0.455.[2]  ومع ذلك، بعد أزمة COVID-19، واجهت التنمية البشرية ضربة غير مسبوقة في عام 2020 منذ بدايتها في عام 1990، مع حدوث انتكاسة لقيمة مؤشر التنمية البشرية: انخفاض بنسبة 0.98.[2]

 

وعلى الرغم من التحسّن في مؤشر التنمية البشرية، لا يزال الفقر أحد العقبات الكبرى التي تعترض التنمية الشاملة في المنطقة العربية، بالترافق مع الظروف السياسية والاقتصادية أدت إلى تراجع النمو الاقتصادي وعدم استقرار الأوضاع الاجتماعية وسببت اختلافات صارخة في مستويات المعيشة.[3][4] وفقا لآخر الإحصائيات الصادرة عن اللجنة الاقتصادية و الاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، يمكن تصنيف حوالي 131 مليون شخص في المنطقة حاليًا على أنهم فقراء  بسبب جائحة كورونا.[5]

 

ارتفعت معدلات الفقر إلى مستويات عالية جدًا تحديدًا في بلدان الصراع وأوصل النزاع اليمن إلى حافة المجاعة. فحوالي نصف سكان اليمن يعتبرون فقراء قبل الأزمة، وأصبح يؤثر الفقر الآن على 71% إلى 78% من اليمنيين، فيما تعتبر النساء الأكثر ضعفاً. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 24.1 مليون شخص في عام 2023 معرضون لخطر الجوع والمرض، وأن ما يقرب من 14 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة..[6] في سوريا، قدرت الأمم المتحدة أن حوالي 15.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية في عام 2023 بزيادة 5 في المئة عن عام 2022، في ثاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم بعد اليمن. كما أصبح يعيش أكثر من 90 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، مقارنة بـ 28 بالمئة في عام 2010.[8] كما استمر التفاوت بين معدلات الدخل المرتفع داخل البلدان وفيما بينها. فرقم جيني القياسي مرتفع في المنطقة العربية، حيث وصل إلى 0.874 عام 2020 بعدما كان 0.828 في العام 2019 فيما المتوسط العالمي بالكاد ارتفع من 0.885 الى 0.889.[9]

 

 بسبب محدودية تغطية البيانات وتحديات القياس المرتبطة بعدم انتظام إجراء المسوحات الوطنية للأسر المعيشية، من الصعب تحقيق متوسط "معدل عدد الفقراء" في المنطقة.[10] ومع ذلك، هناك أيضًا ندرة في الإحصائيات المحدثة حول حالات الفقر، مقاسة بخطوط الفقر الوطنية. ومع ذلك، ووفقاً لأحدث نسخة من "مسح التطورات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية الصادر عن الإسكوا في كانون الأول/ديسمبر 2022، فقد ارتفع معدل الفقر قياساً على خطوط الفقر الوطنية ليؤثر على أكثر من ثلث سكان المنطقة باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي". وليبيا. ويتوقع المسح ارتفاع مستويات الفقر بشكل أكبر خلال العامين المقبلين، لتصل إلى 36% من السكان في عام 2024.

 

قبل تفشي جائحة كوفيد-19، كانت المنطقة بحاجة إلى خلق 33.3 مليون فرصة عمل جديدة بين عامي 2020 و2030 لخفض معدل البطالة إلى 5%. فقد كان لتفشي COVID-19 وما ترتب على ذلك من حظر الإغلاق تأثيرًا أعمق على الفقراء والأكثر ضعفًا، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار، فقدان الوظائف، فقدان التحويلات المالية والصعوبات في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، مما أضاف المزيد من المصاعب على الفقراء والفئات الأكثر ضعفًا.[11]

 

 

بينما يسجل مؤشر الفقر متعدد الأبعاد معدل 0.074 للمنطقة العربية، تشير التقديرات إلى أن 6.9 في المئة من السكان في المنطقة العربية يعيشون في فقر شديد متعدد الأبعاد و 9 في المئة معرضون للفقر متعدد الأبعاد. [12]

 

في لبنان على سبيل المثال، حسب التوقعات السابقة ارتفع عدد الفقراء من 28 بالمئة في 2019 إلى 55 بالمئة في 2020.  بينما تتراوح الزيادة المقابلة في الفقر المدقع من 8 إلى 23 في المائة. وهذا يعني أن العدد الإجمالي للفقراء بين السكان اللبنانيين هو 1.1 مليون و2.7 مليون لخطي الفقر الأدنى والأعلى. زاد هذا الأخير بمقدار 1.4 مليون شخص عما كان مقدرا في سيناريو ما قبل جائحة كورونا. [13] علاوة على ذلك، يكشف التقدير الأخير [14] عن زيادة هائلة في نسبة الفقراء في عام 2022 مقارنة بعام 2018، حيث في ظل السيناريو الأكثر تفاؤلاً، يعيش الآن ثلاثة من كل خمسة أشخاص على الأقل في البلاد في فقر.

 

 

 

 

 

تمّ تحديث هذه اللمحة العامة من قبل فريق عمل البوابة العربية للتنمية استنادًا إلى أحدث البيانات المتاحة في آب/ أغسطس 2023.

 

[1] إن مؤشر التنمية البشرية (HDI) هو مقياس موجز لمتوسط الإنجاز في الأبعاد الرئيسية للتنمية البشرية، وهي الصحة والتعليم ومستوى المعيشة. يتم تقييم البعد الصحي حسب العمر المتوقع عند الولادة، ويتم قياس البعد التعليمي عن طريق سنوات الدراسة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 عامًا وأكثر  بالإضافة إلى سنوات الدراسة المتوقعة للأطفال في عمر المدرسة ويتم قياس مستوى المعيشة عبر الدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد.           
[2] برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. 2023.  دليل التنمية البشرية. ​[أونلاين]  متوفر على: https://hdr.undp.org/data-center/documentation-and-downloads    [تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].
[3] لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، جامعة الدول العربية، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومبادرة أكسفورد للتنمية البشرية والفقر.2017. تقرير الفقر المتعدد الأبعاد]أونلاين] متوفر على:
 
https://www.unescwa.org/sites/www.unescwa.org/files/publications/files/multidimensional-arab-poverty-report-english_0[تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].
 [4] يرتكز مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد والمطور على مستوى المنطقة العربية على ثلاثة أبعاد: التعليم والصحة ومستويات المعيشة وعلى 12 مؤشر، ولكنه لا يأخذ بُعد الدخل في الحسبان. بلدان الدراسة العشرة هي الأردن، تونس، الجزائر، مصر، المغرب، العراق، جزر القمر، موريتانيا، السودان واليمن.
[5]  لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، جامعة الدول العربية، ومنظمات أمم متحدة اخرى. 2023. ]أونلاين] متوفر على:
 https://www.unescwa.org/sites/default/files/pubs/pdf/second-arab-multidimensional-poverty-report-english.pdf   ]تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].

[6] البنك الدولي. نيسان 2023.  لمحة عامة حول اليمن. ​​[أونلاين] متوفر على: https://www.worldbank.org/en/country/yemen/overview  ]تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].
[7] الأمم المتحدة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. 2023. التحديث التشغيلي للمفوضية، مايو 2023. ​​[أونلاين] متوفر على: https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/syria-unhcr-operational-update-may-2023-enar#:~:text=The%20Syria%20crisis%20entered%20its,per%20cent%20increase%20from%202022.  ]تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].
[8] الأمم المتحدة. مجلس الامن. ]أونلاين] متوفر على: https://press.un.org/en/2023/sc15339.doc.htm ]تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].
[9] الاسكوا. 2022. تزايد عدم المساواة في الثروة في المنطقة العربية في ظل أزمة كوفيد-19. ]أونلاين] متوفر على: https://www.unescwa.org/sites/default/files/news/docs/22-00183_rising_wealth_inequality_in_the_arab_region_amid_covid-19_-policy-brief-en.pdf    ] تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].
[10]البنك الدولي. 2023. مؤشرات التنمية العالمية. [أونلاين] متوفر على: https://databank.worldbank.org/data/reports.aspx?source=world-development-indicators   [تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].
[11]الاسكوا. 2021. نحو مسار منتج وشامل. خلق فرص العمل في المنطقة العربية. ]أونلاين] متوفر على: https://www.unescwa.org/sites/default/files/pubs/pdf/productive-inclusive-path-job-creation-arab-region-english_0.pdf   ] تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].
[12] برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة أكسفورد للتنمية البشرية والفقر. 2023. مؤشر الفقر المتعدد الابعاد.أونلاين] متوفر على: https://www.undp.org/turkiye/publications/2023-global-multidimensional-poverty-index-mpi   ] تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].
[13] الامم المتحدة. اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا الاسكوا. 2021. أثر جائحة كوفيد-19 على توزيع الثروة والفقر في لبنان.أونلاين] متوفر على: https://www.unescwa.org/sites/www.unescwa.org/files/publications/files/wealth-distribution-poverty-impact-covid-19-lebanon-english.pdf  [تم الدخول في 1 نيسان/ابريل 2021]
[14] منتدى البحوث الاقتصادية. 2023. قياس الفقر في لبنان في زمن الانهيار الاقتصادي. .أونلاين] متوفر على: https://theforum.erf.org.eg/2023/03/28/measuring-poverty-in-lebanon-in-the-time-of-economic-collapse/  ] تم الدخول في 13 آب/أغسطس 2023].

 

 

 



اللمحة الإحصائية 2018، الفقر
عرض الكل

أبرز البيانات

  • شهد مؤشر التنمية البشرية، الذي يجمع بين ثلاثة أبعاد للتنمية البشرية هي الصحة والتعليم والمستوى المعيشي، تحسنًا على صعيد المنطقة العربية، حيث ارتفع هذا المؤشر من 0.618 في عام 2000 إلى 0.708 في عام 2021. في الواقع، يُخفي هذا التحسّن الإجمالي اختلافات إقليمية كبيرة، ففي حين وصل مؤشر التنمية البشرية إلى 0.911 في الإمارات العربية المتحدة، سجّل مستوى متدني في الصومال عند 0.455

عرض الكل

المصادر