فلسطين
لا يزال الاحتلال الطويل الأمد يرتب عواقب وخيمة على الظروف المعيشية وآفاق التنمية للشعب الفلسطيني. بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يقدر عدد السكان في الأراضي الفلسطينية حوالي 5.27 مليون نسمة بنهاية عام 2021[1]، بينما تقدر الأونروا أن أكثر من 5 مليون فلسطيني يعيشون كلاجئين مسجلين في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والدول المضيفة المجاورة - معظمهم في الأردن (2.2 مليون)، ولبنان (475,075 ألف) وسوريا (552,000 ألف).[2]
وفقًا لمؤشر السلام العالمي لعام 2020، احتلت فلسطين الموقع الواحد والعشرين من بين الدول الأقل سلامًا في جميع أنحاء العالم كما حلت في المرتبة ال143 من بين 163 دولة في العالم دولة في العالم بتكلفة اقتصادية للعنف تقدر بـ 19 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.[3]
وقد كان لجائحة كورونا وما رافقها من إجراءات إغلاق صارمة أثر كبير على اقتصاد فلسطين الضعيف والذي كان يعاني من تدهور في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية منذ عام 2018 مع استمرار العجز المالي، وارتفاع معدلات البطالة، وزيادة الفقر، خاصة في غزة، وانخفاض مستويات الدعم الدولي.[4]
وبحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد كان من المتوقع أن يرتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة بنسبة 2.4 في المئة في عام 2020، ولكن تمت مراجعة الأرقام، وقدرت خسائر الاقتصاد الفلسطيني عقب تفشي جائحة كورونا بـ 2.5 مليار دولار أمريكي حتى نهاية شهر أيار/مايو 2020، وهو ما يعادل انخفاضًا بنسبة 13.5 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي.[1] وتعاني فلسطين اليوم من أحد أكثر الانكماشات حدة في النشاط الاقتصادي (يقدره صندوق النقد الدولي بنسبة -11 في المئة) ويعود ذلك لعدة أسباب، أولها تفشي كوفيد-19 وما نتج عنه من تباطؤ اقتصادي حاد. أما السبب الثاني، فهو قرار السلطة الفلسطينية بوقف جميع العلاقات مع إسرائيل، بين أيار/مايو وتشرين الثاني/نوفمبر 2020، بما في ذلك رفض قبول عائدات التخليص الضريبي التي تجمعها إسرائيل نيابة عنها. أما السبب الثالث فهوالحيز المالي المحدود للسلطة الفلسطينية وأدوات السياسة النقدية.[4] وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، فسوف يشهد الاقتصاد الفلسطيني نمواً بنسبة 5.7في المئة في عام 2021.[5]
أدت المواجهة السياسية مع حكومة إسرائيل حول عائدات المقاصة بالإضافة إلى الانكماش الاقتصادي إلى تقليص قدرة السلطة الفلسطينية بشكل كبير على دفع رواتب موظفي القطاع العام وتقديم الخدمات والحفاظ على شبكات الأمان الاجتماعي. في حين تم استئناف التنسيق الامني مع إسرائيل بحلول منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2020، لم يتم تقييم الآثار بشكل كامل حتى الآن.[4]
لقد تغيري هيكل الاقتصاد الفلسطيني بشكل كبير خلال العقدين الماضيين. فقد أصبح النمو مدفوعاً بشكل أساسي من قبل قطاعات البناء والتجزئة والخدمات، في حين انكمش قطاعي التصنيع والزراعة بنحو 40 في المئة و 75 في المئة على التوالي مقارنة بأواخر التسعينيات. وخلال الفترة نفسها، توسع قطاع الخدمات العامة، الذي يموله المانحون بشكل أساسي ، بنسبة 60 في المئة.[4] ويتأثر نمو الناتج المحلي الإجمالي سلباً بانخفاض الصادرات، وذلك بسبب القيود التجارية المستمرة حيث بلغت مساهمة القطاع التجاري فقط 16 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020، كما يتأثر أيضاً بارتفاع الواردات، التي وصلت إلى نسبة 51 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020.[4] وقد شكلت التحديات التي فرضها لاحتلال الإسرائيلي عقبة أمام نمو القطاع الخاص، والذي أثر سلباً على سوق العمل وعلى قدرته على خلق فرص عمل كافية لاستيعاب ا القوى العاملة المتزايدة.*
تعاني فلسطين من معدلات بطالة مرتفعة، وقد أثر انتشار جائحة كورونا على معلات التشغيل وخاصة في القطاعات الاكثر تضرراً من إجراءات الإغلاق و تدابير التباعد الاجتماعي، وتحديداً قطاعات السياحة والمطاعم والبناء بالضافة ألى إالعمال الذين يعبرون إلى إسرائيل.[4] وتبلغ نسبة البطالة في قطاع غزة 43 في المئة، بينما تسجل الضفة الغربية معدل بطالة بنسبة 15 في المئة. وقد بلغ معدل البطالة في الأراضي الفلسطينية بشكل عام نسبة 23.4 في المئة في نهاية عام 2020، مع ارتفاعه بشكل خاص بين النساء بنسبة 40.1 في المئة - مقابل 22.5 في المئة للرجال.[1] وقد سجل معدل البطالة بينالشباب نسبة 42.1 في المئة، مقارنة ب70 في المئة بين الشابات.[6] كما يعاني اللاجئون الفلسطينيون من معدلات بطالة مرتفعة تصل إلى 56 في المئة في لبنان.[7]
ووفقًا لتقديرات البنك الدولي، فإن معدل الفقر في ارتفاع مستمر منذ العام 2016، حيثوصل إلى نسبة 28.9 في المئة في عام 2020، مقارنة بنسبة 22 في لمئة في عام 2017.[4]
وبحسب مسح الأسر المعيشية الاخير والذي نشر في عام2017، بلغت نسبة الأسر الفقيرة في غزة 53 في المئة مقارنةً ب 38.8في المئة وفقًا لمسح الأسر المعيشية لعام 2011، بينما انخفض معدل الفقر في الضفة الغربية من 17.8 في المئة عام 2011 إلى 14 في المئة عام 2017.[1] ومن المتوقع أن تزداد نسبة الأسر الفقيرة في عام 2021 لتصل إلى 64 في المئة في غزة وأن تتضاعف في الضفة الغربية ملتصل إلى نسبة 30 في المئة.[4] كما يواجه الفلسطينيون الذين يعيشون في المخيمات في لبنان ظروف معيشية متدهورة، حيث يبلغ معدل الفقر 66 في المئة.[8]
وتتفاقم معدلات الفقر بسبب النقص الكبير في المياه النظيفة والكهرباء وكذلك الوصول إلى الصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية، ذلك بشكل خاص في غزة حيث لا يستطيع النظام الصحي التعامل مع الاحتياجات المتزايدة. وقد منحت السلطات الإسرائيلية منفذ خروج طبي لواحد من كل خمسة طلبات بعد احتجاجات حدود غزة 2018-2019، وأصبح الحصول على تصريح أمرًا صعبًا خاصةً بعد انتشار الوباء والقيود على السفر.[9] في عام 2021، سيحتاج ما يقدر بنحو 2.4 مليون فلسطيني، أي ما يعادل نصف السكان، بما في ذلك 1.4 مليون لاجئ فلسطيني، إلى مساعدة إنسانية؛ في حين يعاني حوالي 1.8 مليون فلسطيني، أو ثلث جميع الأسر، من انعدام الأمن الغذائي الشديد أو المتوسط.[9][10][11]
في غزة، هناك 1.9 مليون بحاجة إلى مساعدات إنسانية وتعاني 68 في المئة من الأسر من انعدام الأمن الغذائي. زاد إمداد الكهرباء من 6.6 ساعة في 2018 إلى 12.1 ساعة في 2020 في اليومأما في الضفة الغربية، فيفتقر 20 في المئة من السكان إلى المياه الصالحة للشرب. وفي جميع أنحاء فلسطين، يواجه أكثر من 520 ألف طفل في سن المدرسة تحديات في الحصول على تعليم جيد، في حين أن 70 في المئة من مدارس وكالة الامم المتحدة لإاغاثة و تشغيل اللاجئين الفلسطنيين في الشرق الادنى(الأونروا) و 63 في المئة من مدارس وزارة التربية و التعليم الفلسطنية تعمل بنظام الفترتين أو بنظام الثلاث فترات في غزة.[10] في ايار/مايو 2021، أصبح الوضع أكثر إثارة للقلق في غزة بعد القصف والاستخدام المفرط للقوة من قبل الجنود الإسرائيليين مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الإصابات و الضحايا وأضرار كبيرة في البنى التحتية.
أما بالنسبة أعداد الإصابات في وباء كورونا، فقد بلغت الحالات المؤكدة 333,373 حالة بين 3 كانون الثاني/يناير 2020 و 20 ايار/مايو 2021 مع تسجيل 2,728 حالة وفاة. وقد بلغ مجموع الجرعات التي تم تقديمها حتى تاريخ 25 نيسان/أبريل 2021، تم 412,678 جرعة. وتعد فلسطين واحدة من 20 دولة في إقليم شرق المتوسط والتي من المتوقع أن تتلقى ما بين 46 و 56 مليون جرعة إضافية من لقاحات أسترازينيكا / أكسفورد خلال النصف الأول من عام 2021 كجزء من خطة كوفاكس.[13] وفي نيسان/أبريل، أعلنت وزارة الصحة أن مجلس الوزراء وافق على شراء 4.5 مليون جرعة من لقاح فايزر وسبوتنيك. [14]
تم تحديث هذه اللمحة العامة في أيار/مايو 2021، مع إعطاء الأولوية لأحدث البيانات الرسمية التي نشرتها المكاتب الإحصائية الوطنية و/ أو المؤسسات الرسمية.
المصادر:
[1] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. 2021. [اونلاين] متوفر على: http://www.pcbs.gov.ps [21 أيار/ مايو 2021[.
[2] وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). [اونلاين] متوفر على: https://www.unrwa.org/ar/where-we-work [21 أيار/ مايو 2021[.
[3] معهد الاقتصاد والسلام. 2020. مؤشر السلام العالمي: قياس السلام في عالم معقد. [اونلاين[ متوفر على: http://visionofhumanity.org/app/uploads/2019/07/GPI-2019web.pdf [21 أيار/ مايو 2021[.
[4] البنك الدولي. 2021. تقرير المراقبة الاقتصادية إلى لجنة الاتصال الخاصة. [اونلاين] متوفر على: https://documents.albankaldawli.org/ar/publication/documents-reports/documentdetail/859981613598235681/economic-monitoring-report-to-the-ad-hoc-liaison-committee [21 أيار/ مايو 2021[.
[5] صندوق النقد الدولي. نيسان/أبريل 2020. آفاق الاقتصاد العالمي. [اونلاين] متوفر على: https://www.imf.org/en/Publications/WEO/Issues/2021/03/23/world-economic-outlook- april-2021 [25 أيار/ مايو 2021[.
[6] منظمة العمل الدولية. 2021. [اونلاين] متوفر على: https://www.ilo.org/global/statistics-and-databases [25 أيار/ مايو 2021[.
[7] منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). 2020. البرنامج الفلسطيني. [اونلاين[ متوفر على: https://www.unicef.org/lebanon/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A [25 أيار/ مايو 2021[.
[8] الديمقراطية المفتوحة. آذار/مارس 2020. ما الذي يعنيه تفشي الفيروس التاجي لآلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. [اونلاين] متوفر على: https://www.opendemocracy.net/en/north-africa-west-asia/what-coronavirus-outbreak-means-thousands-palestinian-refugees-lebanon/ [25 أيار/ مايو 2021[.
[9] مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد). تموز/ يوليو 2019. تقرير عن مساعدة الأونكتاد للشعب الفلسطيني: التطورات في اقتصاد الأراضي الفلسطينية المحتلة. [اونلاين] متوفر على: https://unctad.org/meetings/en/SessionalDocuments/tdbex68d4_en.pdf [25 أيار/ مايو 2021[.
[10] مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. كانون الأول/ديسمبر 2019. 2020. نظرة عامة على الاحتياجات الإنسانية. [اونلاين] متوفر على: https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/humanitarian_needs_overview_2019-%281%29.pdf [25 أيار/ مايو 2021[.
[11] مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. 2021. نظرة عامة على الاحتياجات الإنسانية. [اونلاين] متوفر على: https://gho.unocha.org/occupied-palestinian-territory [25 أيار/ مايو 2021[.
[12] منظمة الصحة العالمية. ايار/مايو 2021. لوحة معلومات فيروس كورونا. [اونلاين] متوفر على: https://covid19.who.int/region/emro/country/ps [25 أيار/ مايو 2021[.
[13] مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، موقع ReliefWeb. فبراير 2021. بصيص أمل: إطلاق لقاحات COVID-19 في بلدان إقليم شرق المتوسط. [اونلاين] متوفر على: https://reliefweb.int/report/tunisia/glimmer-hope-covid-19-vaccines-roll-out-countries-eastern-mediterranean-region [25 أيار/ مايو 2021[.
[14] وزارة الصحة، فلسطين. أبريل 2021. وزيرة الصحة: 4.5 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ستصل قريباً. [اونلاين] متوفر على: http://site.moh.ps/index/ArticleView/ArticleId/5257/Language/ar [25 أيار/ مايو 2021[.
* في عام 2019، خصمت إسرائيل ما يقرب من 138 مليون دولار من عائدات التخليص الجمركي للسلطة الفلسطينية، والتي تشكل ما يصل إلى 65٪ من إجمالي إيرادات الحكومة الفلسطينية.
أبرز البيانات
-
ما زال الفلسطنيون يواجهون نقصاً حاداً في المياه مع تراجع إمكانية الوصول إلى مصادر المياه المحسَنة إلى 58.4% في عام 2015، انخفاضاً من 90.9% في عام 2000.