البيئة

تعد جودة البيئة من أساسيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ويشكل قطاع البيئة أهمية خاصة في المنطقة العربية، وذلك بسبب التحديات البيئية الملحة التي تواجهها المنطقة، حيث لا تزال من بين أكثر المناطق تضرراً من تداعيات تغير المناخ، لا سيما ارتفاع منسوب مياه البحر والجفاف، والتي لها عواقب وخيمة على الأمن الغذائي. ففي حين شهدت بعض البلدان العربية تقدمًا في مجال البيئة، تواجه بلدان أخرى، وبالأخص تلك التي تعاني من اضطرابات وعدم استقرار سياسي، تهديدات بيئية خطيرة من حيث إدارة المياه والتصحر وتلوث الهواء وفقدان التنوع البيولوجي.

 

بعد الإغلاق المفروض بسبب الكورونا، تحسنت جودة الهواء في بعض المدن في المنطقة العربية. انخفض تركيز ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) في عام 2020 مقارنة بنهاية عام 2019 استنادًا إلى مؤشر جودة الهواء العالمي. على سبيل المثال، انخفض تركيز NO2 في الزرقاء، الأردن من 14.4 إلى 7.7، وكذلك في الرياض، المملكة العربية السعودية من 17 إلى 3، وفي أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة من 18.3 إلى 4.5. أثر الإغلاق العالمي استجابة لوباء COVID-19 بشكل كبير على جودة الهواء؛ ومع ذلك، من المحتمل أن يكون هذا التحسين مؤقتًا.[1]

 

 

تجاوز مجموع عدد سكان المنطقة 436.4 مليون نسمة في 2020، مسجلاً زيادة نسبتها 54 في المئة تقريبًا عن عام 2000، حيث بلغت نسبة سكان المناطق الحضرية 59.2 في المئة من مجموع سكان المنطقة في العام 2019. يفرض النمو السكاني السريع ومعدلات التحضر المرتفعة ضغطًا متزايدًا على الموارد الطبيعية المتاحة وعلى استدامة ونوعية البيئة في المدن العربية.[2]

 

 
تعتمد المنطقة العربية بشكل أساسي على زراعة الكفاف وصيد الأسماك والرعي وتتميز بمناخ قاحل وشبه قاحل. يتراوح معدل الهطول المطري السنوي من مستويات متدنية كما في البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، حيث لم يتعدّ معدل الهطول المطري 100 مليون متر مكعب، إلى درجةٍ أقل حدةً في السودان والجزائر حيث تجاوز معدل الهطول المطري 200 مليون متر مكعب خلال العام 2017.[3] إن الظواهر المناخية الشديدة حاليًا في المنطقة العربية أكثر تواترًا، وتتميز بدرجات حرارة قصوى وفترات تساقط للأمطار أقصر وأكثر حدةً.[4]

 

من جهة أخرى، استخدم على الأقل 88.6  في المئة من سكان العالم العربي موارد مياه الشرب المحسنة في العام 2017. تلعب الموارد المائية غير الكافية نسبيًا والاستغلال المفرط لها بالإضافة إلى الأحوال المناخية المتغيرة وإزالة الغابات دورًا هامًا في تفاقم التصحّر في بعض البلدان العربية.[*]

 

وقد أدى وجود موارد طاقة وفيرة في منطقة الخليج إلى ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وانخفاض أسعار المنتجات النفطية المحلية. وسُجل أعلى مستوى لانبعاث ثاني أكسيد الكربون للفرد في العالم في قطر عام 2018 إذ بلغ 31.4 طن من ثاني أكسيد الكربون/الفرد، ومن بين البلدان العشرة التي سجلت أعلى مستوى لانبعاث ثاني أكسيد الكربون للفرد، نجد ستة بلدان من المنطقة العربية.[5] إضافةً إلى ذلك، تعاني جميع الدول العربية من تلوث الهواء، حيث يتعرض سكانها لمدة طويلة للمواد الجسيميةPM2. بتركيز يزيد عن 10 ميكروغرام لكل متر مكعب سنوياً، وهي القيمة الإرشادية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، مع وجود 11 من أصل 22 دولة عربية تتجاوز المتوسط العالمي البالغ 45 ميكروغرام لكل متر مكعب.[6]

 

لقد بدأ يظهر تأثير سلوك المستهلك – القائم على تقنيات التسويق المتطورة التي تشجع استهلاك السلع والخدمات بغض النظر عن استدامتها – في المنطقة العربية في العقود الماضية من خلال تفاقم المخاوف البيئية كالتصحّر بشكلٍ أساسي، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وإزالة الغابات للتوسع. تؤدي المشاكل البيئية الرئيسية، بالإضافة لاستهلاك الطاقة بشكل غير مستدام وقلة تركيز الحكومات على حماية البيئة في استراتيجياتها الوطنية، إلى ارتفاع مستوى تلوث الهواء والماء والتلوث الناجم عن النفايات، بالإضافة إلى استنزاف الموارد الطبيعية المتاحة بشكل غير مستدام.

 

 

تمّ تحديث هذه اللمحة العامة من قبل فريق عمل البوابة العربية للتنمية استنادًا إلى أحدث البيانات المتاحة في تشرين الثاني 2020.

المصادر:
[1] منصة البيانات المفتوحة لجودة الهواء. 2020. مؤشر جودة الهواء. [أونلاين] متوفر على: https://waqi.info/ [تم الدخول 18 تشرين الثاني 2020].
[2] شعبة السكان التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمانة العامة للأمم المتحدة. 2018التوقعات السكانية في العالم. [أونلاين] متوفر على:
https://population.un.org/wpp/Download/Standard/Population/ [تم الدخول 18 تشرين الثاني 2020]
.
[3] منظمة الأغذية والزراعة. 2017. قعدة بيانات الآكواستات. [اونلاين]  متوفر على: http://www.fao.org/nr/water/aquastat/data/query/index.html?lang=en [تم الدخول 18 تشرين الثاني 2020].
[4] شعبة الإحصائات في الأمم المتحدة. 2018. قاعدة البيانات الإحصائية. [اونلاين]  متوفر على: https://unstats.un.org/home/ [تم الدخول 18 تشرين الثاني 2020].
[5] وكالة الطاقة الدولية. 2020. [اونلاين]  متوفر على: https://www.iea.org/data-and-statistics?country=WORLD&fuel=CO2%20emissions&indicator=CO2%20emissions%20by%20energy%20source [تم الدخول 18 تشرين الثاني 2020].
[6] البنك الدولي. 2019. مؤشرات التنمية العالمية. [اونلاين]  متوفر على: https://databank.worldbank.org/source/world-development-indicators [تم الدخول 18 تشرين الثاني 2020].

 


[*] يمكن تعريف ندرة المياه كمجموع موارد المياه العذبة للفرد الواحد المتاحة لكلٍ من السكان خلال فترة سنة. تشير النتائج التي تتراوح بين 500 و1000 متر مكعب/الفرد/العام إلى ندرة المياه بينما تشير النتائج التي لا تتخطى 500 متر مكعب/الفرد/العام ندرةً مطلقة. بلورت فالكنمارك هذا التصنيف وتم اعتماده عالميًا (فالكنمارك. تهدد ندرة المياه الهائلة أفريقيا - فلماذا لا يتم معالجتها. 1989)

 



اللمحة الإحصائية 2018، البيئة
عرض الكل

أبرز البيانات

عرض الكل

المصادر