الأخبار

ياسمين كوجو، باحثة ومنسقة التعاون مع المكاتب الإحصائية الوطنية

في إطار سعيها إلى تعزيز القدرات الإحصائية لمكاتب الإحصاء الوطنية في المنطقة العربية على نشر وإدارة وتحليل وتصوير البيانات وإعداد التقارير حول التنمية المستدامة في المنطقة العربية، نظمت البوابة العربية للتنمية بالتعاون مع المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية خمسة ورش تعلم إلكترونية ضمن سلسة من ورش عمل عن بعد تحت عنوان"كوفيد-19 وتداعياته على التنمية في المنطقة العربية".

 تهدف سلسة التعلم عن بعد إلى تدريب الإحصائيين في مكاتب الإحصاء الوطنية وتطوير قدراتهم وتسهيل وصولهم إلى أحدث المعلومات المتعلقة بالأجندة الإحصائية الخاصة بمؤشرات أهداف التنمية المستدامة وآليات إعداد التقارير ذات الصلة. إضافة إلى ذلك، وفي إطار السعي إلى تعزيز نشرالإحصاءات الرسمية من خلال تمكين مكاتب الإحصاء الوطنية لإنتاج تحاليل إحصائية وتصويرية جذابة وقابلة للقراءة والفهم، قدمت ال ورش أيضًا سلسلة من تقنيات تصوير البيانات.

تأتي هذه السلسلة في ظل أزمة صحية عالمية، أدت إلى جعل البيانات في مركز اهتمام صناع القرار والناس. ويقوم منتجو البيانات من المؤسسات الخاصة والحكومية بالإبلاغ عن إحصاءات تتعلق بأعداد المصابين ومعدلات الوفيات والمتعافين، لكنهم يستثمرون أيضًا في تقنيات جديدة لتقييم تداعيات هذا الوباء على مختلف القطاعات. ففي أوقات الأزمات، تصبح البيانات الشفافة والمصنفة مصدر رئيسي لدعم الحكومات والمؤسسات التنموية ومنظمات المجتمع المدني في معالجة أثارها  على الأشخاص الأكثر ضعفاً والقطاعات الأكثر تضرراً.

تم تنظيم 5 ورش عمل إلكترونية خلال الفترة الممتدة بين أيار/مايو وحزيران/يونيو 2020، غطت مواضيع مختلفة وهي: المياه والأمن الغذائي ، والصحة، والتعليم، والحوكمة ، وتصوير البيانات. وقد حضر هذه الورشات 340 مشارك ومشاركة من 20 بلد عربي[1] وتمّت بالشراكة مع 6 مؤسسات دولية وإقليمية.[2]

خلال الورش، شارك ممثلو المكاتب الإحصائية الوطنية تجاربهم في العمل على رصد مؤشرات أهداف التنمية المستدامة، كما ناقشوا واقع المؤشرات ومدى توافرها على المستوى الوطني بالإضافة إلى مناقشة التحديات الرئيسية التي يواجهونها عند الإبلاغ عن هذه المؤشرات وتداعيات كوفيد-19 على القطاعات المختلفة.

مع ظهور أزمة كوفيد-19 في وقت تمتلك فيه العديد من البلدان في المنطقة العربية قدرة إحصائية محدودة، من الضروري أن يتم العمل بالتوازي على مساندة المكاتب الإحصائية الوطنية في تطوير قدراتها لجمع البيانات وتحليلها على المستوى الوطني، بحيث تزيد البيانات الشفافة ثقة الناس في الدولة.

وقد كانت ورش العمل هذه واحدة من الخطوات في هذا الاتجاه. فمن خلال استمارات التقييم التي تمت مشاركتها مع الحضور، أعرب العديد من المشاركين عن رضاهم عن ورش العمل والتي تم تنظيمها في ظل ظروف صعبة وشددوا على ضرورة عقد ورش عمل أخرى تركز على القضايا المواضيعية الرئيسية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة. فبحسب صابرين علوي، رئيسة مصلحة إحصائيات مستوى عيش الأسر في المعهد الوطني للإحصاء في تونس، " مثّلت هذه الورشات وقود عمل وبحث بالنسبة للمشاركین خاصة لتزامنها مع فترة الإغلاق الشامل في الدول العربیة. كما أنّها كانت فرصة للتكامل في ما بیننا والاستفادة من تجاربنا المتراكمة والاستفادة خصوصا من معارف وتجربة الخبراء". وأشار ممثل فلسطين، أيسر أبو طعمة، رئيس قسم الأحوال المناخية، إلى أن "أهمية ورش العمل تكمن في تأمين فرصة الاستفادة من تجارب وخبرات الدول العربية الأخرى". كما أشاد خالد الشطارات، خبير البيئة في جهاز التخطيط والإحصاء في قطر، باختيار المنظمين للمواضيع خصوصاً لما لها من ترابط بجائحة كورونا والتي، بحسب قوله، "ساهمت في زیادة وعي وأفق المشاركین حول المؤشرات التي تخدم الدول في مثل هذه الظروف العصیبة".

وستنظم البوابة العربية للتنمية بالتعاون مع المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية سلسلة جديدة تقدم مواضيع تنموية مختلفة خلال تشرين الأول/أكتوبر 2020.