"Visualize 2030" يصوّر مخاوف وتطلعات الشباب العربي حول عدم المساواة في المنطقة العربية

فريق البوابة العربية للتنمية, 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019

14 تشرين الأول/أكتوبر  2019 - بعد أشهر من العمل والتحضير، حقق مخيم "Visualize 2030" نجاحا باهرا للسنة الثالثة على التوالي!

 

بتنظيم من البوابة العربية للتنمية - و هي مبادرة لمجموعة التنسيق لمؤسسات التنمية العربية الوطنية والإقليمية والبنك الإسلامي للتنمية وصندوق الأوبك للتنمية الدولية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - عقدت الدورة الثالثة من مخيم البيانات "تصوّر 2030" /"2030Visualize  " في بيروت في الفترة الممتدة من 10 إلى 14 تشرين الأول/أكتوبر.

"تصوّر 2030" أو ما يعرف باسم "Visualize 2030"، هو أول مخيم إقليمي حول أهداف التنمية المستدامة، وهي مبادرة تعمل على تشجيع استخدام البيانات من قبل الشباب في المنطقة العربية وذلك دعماً لحملات المناصرة والتوعية والتفكير الإبداعي حول أولويات التنمية. إنها مساحة تعليمية مبتكرة للشباب تسعى إلى وضع  تصوّرات جديدة  لشكل العالم الذي يرغب الشباب العيش في كنفه بحلول عام  2030 من خلال البيانات.

 

مخيم البيانات "تصوّر 2030": حكاية أحلام وآلام الشباب العربي

خلال أربعة أيام مكثفة من العمل، عمل 65 شابًا وصبية من 14 بلد عربي تم اختيارهم من بين 464 طلبًا، على جمع البيانات وتحليلها  وربطها بأهداف التنمية المستدامة (SDGs) بهدف الخروج بمنتجات صوتية  بصرية تحاكي آمالهم وآلامهم.
 

وقد عُقد المخيم هذا العام، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، برنامج الأغذية العالمي، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

كما في السنتين الماضيتن، قام المشتركون بتشكيل فرق عمل تتكوّن من إحصائيين واقتصاديين ومصممي غرافيك، عملوا بجهد وحماس بهدف الخروج بموادٍ بصرية تعتمد على تقنيات المصادر المفتوحة. وقد تمّ العمل تحت إشراف مجموعة من المدربين ومحللي البيانات، كما حصل المشاركون على أدوات مختلفة لمساعدتهم في إنهاء مشاريعم.

عمل المدربون مع الشباب بهدف تعزيز مهاراتهم في تحويل البيانات الخام إلى سرد قصصي وذلك تحقيقًا لأهداف مخيم البيانات.  فكانت النتيجة قصص مبينية على البيانات تعكس مخاوف وتطلعات الشباب حول عدم المساواة في المنطقة العربية.

 

البيانات تبقى مجموعة من الأرقام حتى يتم تحويلها إلى قصة. فمن دون  إضافة السرد القصصي على البيانات، لا يستطيع الناس فهمها وترجمتها بطريقة سهلة. خلال المخيم التدريبي الذي استمر على مدار أربعة أيام في الفترة الممتدة من 10 إلى 13 أكتوبر 2019، عمل الشباب المشاركون  بجد لإيجاد طرق مبتكرة لرواية قصصهم من خلال الأرقام.

ولكن الحصول على المؤشرات لم يكن بهذه السهولة! فالبيانات و الموارد حول قضايا التنمية في المنطقة العربية غالبًا ما تكون قديمة وذات موثوقية غير منتظمة وتواجدها موزّع بين مصادر دولية وإقليمية ووطنية متعددة. ومن هنا كان التحدي الأكبر خلال المخيم، إيجاد قصة مدعومة ببيانات حديثة وموثوقة.

وقد استخدم المشاركون البوابة العربية للتنمية للحصول على إحصائيات حول بلدانهم. حيث توفر البوابة العربية، التي تلعب دور الوسيط بين منتجي ومستخدمي البيانات، قاعدة بيانات ديناميكية تضم أكثر من 7000 مؤشر مستخرج من بيانات مكاتب الإحصاءات الوطنية والمنظمات الدولية، بالإضافة إلى أداة لرصد أهداف التنمية المستدامة.

 

تحت المجهر: الحد من أوجه عدم المساواة

من الحياة في البرّ إلى المدن والمجتمعات المستدامة،  تتضمن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، 17 هدفًا من أهداف التنمية المستدامة والتي تمثل برنامج عمل لأجل الناس، والكوكب، والازدهار، والسلام، والشراكة.

في حين يهدف مخيم البيانات" تصوّر 2030 " إلى تتشجيع استخدام البيانات من قبل الشباب في المنطقة العربية، وذلك ترويجًا للتفكير الإبداعي حول أولويات التنمية، وإحياء رؤية خطة التنمية 2030 وأهداف التنمية المستدامة الـ17 الخاصة بها، تناول مخيم هذا العام  بشكل خاص موضوع عدم المساواة في المنطقة العربية، والذي يقع ضمن الهدف العاشر: الحد من أوجه عدم المساواة، ويتقاطع مع أهداف التنمية المستدامة الأخرى، كما أنه عامل رئيسي في تمكين أهداف التنمية المستدامة بشكل عام.

 

شدّد جميع الشباب المشاركين على أن عدم المساواة يمثل عقبة رئيسية أمام التنمية بشكل عام وتمكين الشباب بشكل خاص، وقد كان هذا واضحا من خلال التحديات التي عالجتها الفرق المشاركة والتي طرحت مجموعة واسعة من القضايا  التي تعكس عدم المساواة في بلدانهم والمنطقة: عدم المساواة بين الجنسين، التمييز ضد عاملات المنازل الأجانب، عدم المساواة في الوصول إلى الخدمات التعليمية والصحية،  المشاكل التي تعاني منها البلدان المتضررة من أثار الحرب وغيرها من القضايا.

 

تعرفوا على الفرق الفائزة!

حضر الحفل الختامي أكثر من 100 شخص من شباب وعلماء بيانات وخبراء وصحفيين. وقد أقيم الحفل في "بيت بيروت" وهو المتحف الذي كان شاهداً على الحرب اللبنانية وانتقل من كونه "خط تماس" إلى واحةٍ للثقافة. وفي نهاية الحفل، اختارت لجنة التحكيم المؤلفة من مجموعة من الخبراء الفرق الفائزة في هذه المسابقة، وذلك ووفقاً لمنهجية تقييمية شملت مدى غنى المنتج بالبيانات، قدرته على التأثير ومناصرة القضايا التي يعالجها ومدى والإبداع والابتكار في عرض الأفكار. وتم الإعلان عن الفرق الثلاثة الفائزة، وهي:

 

  • في المرتبة الأولى، فاز فريق "حرف" من اليمن

يروي كل من شيماء (23) ومحمد عبد السلام (24) وأصيل إيهاب (23) في الفيديو قصة أحمد وسعاد، طفلين يمنيين تدمرت أحلامهما في التعليم والعيش الكريم نتيجة الصراعات التي  يعاني منها بلدهم. فقد أوقفت سعاد عن التعليم وذلك لأنها فتاة، في حين أكمل أحمد تعليمه. ولكن الحرب كانت سبباّ في ايقاف دراسته بسبب إقفال المدرسة لايواء النازحين، كحال48 ٪ من المدارس في اليمن. يسلط الفيديو الضوء على أرقام صادمة حيث تشير التقديرات إلى أنه إذا استمرت الحرب حتى عام 2030، فسوف يعيد الصراع التنمية في اليمن 39 عامًا إلى الوراء.

 

تطرق فريق "رواد سوريا 2030" Entrepioneer 2030 إلى آثار الحرب على الأطفال في سوريا ، وخاصة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد عبر كل من باسل (25) ، فرح (24) وعمر (27) عن قلقهم تجاه مستقبل هؤلاء الأطفال. يشير الفيديو إلى أن معدل وفيات الأطفال في سوريا  هو 25٪ وأن 64٪ من الأطفال في سوريا بحاجة إلى المساعدة.
 

  • في المرتبة الثالثة، فاز فريق "سند" من السودان

تحدث كل  من دعاء (28) وأحمد (29) وأبو بكر (30) عن الأطفال المشردين في السودان والتحديات التي يواجهونها لكونهم بدون هوية. وقد أوضحت دعاء أنّ "هؤلاء الأطفال يعيشون في المجاري وخرجوا مما يسمونه منزلهم خلال الثورة السودانية". يعكس الفيديو الواقع المروّع لمليون طفل في السودان، محرومين من الحصول على الخدمات الأساسية ودون أي دليل على ولادتهم أو هوية والديهم.

وقد حصلت الفرق الرابحة الثلاثة على جوائز نقدية، لكن جميع الفرق الـ 24 عادوا إلى بلادهم بتجربة مميّزة لن ينسوها!

تعد جميع المنتجات المرئية مثالًا ملموسًا على مشاركة الشباب والتزامهم بدورهم المهم في إحداث تغيير في مجتمعاتهم. في كل عام، يؤكد مخيم "تصوّر 2030" التزام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمكين الشباب في رحلتهم نحو مستقبل أفضل وأكثر استدامة.

 

فريق حرف من اليمن الحاصل على المركز الأول في "تصوّر 2030"!
في الرحلة التي استمرت خمسة أيام، تعلمنا كيفية الحصول على البيانات وتحليلها وتصورها. والأهم، هي التجربة المهمة والرائعة التي عشناها في مخيم "تصوّر 2030"، والذي ألهمنا أن نخطو خطوات أخرى في مساعدة مجتمعاتنا أكثر وأكثر ... "

فريق رواد سوريا 2030 من سوريا الحاصل على المركز الثاني في "تصوّر 2030"!
"إن مخيم "تصوّر 2030" والذي امتد على مدار 5 أيام هي أفضل تجربة عشناها على الإطلاق. تشجع مبادرة البوابة العربية للتنمية على استخدام البيانات من قبل الشباب في المنطقة العربية، و ترويج التفكير الإبداعي وتفعيل النقاش البنّاء في المنطقة. نحن فخورون بالفوز بالمركز الثاني بين 64 مشاركًا ماهرًا!"

فريق سند من السودان الحاصل على المركز الثالث في "تصوّر 2030"!
"لا توجد كلمات يمكن أن تصف التجربة التي عشناها في هذا المخيم. "تصوّر 2030" خلق مساحة تعليمية لتبادل الأفكار فيما بيننا جميعًا. أشجع جميع الشباب في المنطقة بالتقدم بطلب للمشاركة في هذا المخيم في السنوات القادمة".



 

 

 

 

فريق البوابة العربية للتنمية فريق البوابة العربية للتنمية

الأكثر قراءة